خواطر

عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 04/09/2012

لطالما كانت صفحات الأوراق البحر الذي أبحر فيه بلا عناء، وغالبا ماكنت أنسى قوارب النجاة بل غالبا ماكنت أنسى أني لا أعرف الإبحار ولا كلمة ربان...لكني أغامر دوما لعلي أجد مكان لا يعيت فيه القراصنة بالفساد، نعم أبحت عن جزيرة فيها الأمان، عن جزيرة الكلام فيها مباح لعلي أكون مرتاح..

................

وفي يوم مطير خرجت رفقة نفسي مجددا وأنا كلي إيمان بأن جسدي وروحي يميلان إلى تمازج متقن على غير عادتي. بينما أنا أمشي كنت أسمع دقات قلبي وهي تإن في صمت رهيب وقد اختلجت بقطرات المطر التي تارة بدت صلبة قاصية وتارة أخرى كانت طيبة راسية. توجهت لزيارة نفسي التي إشتقت إليها كتيرا فقد قضت سنين طويلة في ضل حكم الحاضر الغائب، وقد عانت كتيرا في ضل حكمي العادل الظالم! لدا فهي توسلت كل ما يطاق و كل مالا يطاق لكي تفر مني إلي.

.................

شكى عقلي قلبي وأدانه بالجنون وبالحمق وبالتبدير وعدم الابصار...فأقمت محكمة عسكرية مغلقة الابواب بل حتى النوافذ... تقدم المتهم خلف القضبان كئيبا فرحان. ولحسن الحظ فقد كنت القاضي الذي ينظر في القضية...
لحظات وارتفع صوت المدعي العام الذي هو عقلي وهو يقول القوه في السجن الاف السنين لعله يتوب ومن بعدها أعدموه. وقد كان هذا القرار الجائر يطبق لاني لي محامي يدافع عني، أو قريب يتكفل بي أو مجهول يدعو لي...
فكنت المحامي بعد أن تكفلت بي وحدي... تصارعت مع القاضي ومع المدعي العام ومع الوكيل العام وكدت أنهي الأمر بكفالة قدرها ألا أحب مرة أخرى. لكن المتهم المسكين بحث عنك في كل مكان قريب بين الكراسي الفارغة، فلم يجدك، ولم يبصرك، ولم يسمع صوتك ولم يلمح طيفك، فاختار البذلة الحمراء وراح يمشي نحو غرفة المشنقة السوداء...

هشام

موضوع: رد: خواطر الإثنين سبتمبر 10, 2012 2:44 am

اسلوب رائع هشام يصل للأعماق
مع ان الخاطرة محزنة ههههه
go on i like ur imagination